هيلين وجاك للكاتبة لبنى محمد اليمن
. في ردهة بيته الفسيحة والهادئة كان جاك مستلقيا على احد الأرائك كان شارد الذهن وكأنه يسبح في عالم اخر غير المكان الذي يعيش فيه كان صمته وشروده يسيطر على الردهه التي كان يجلس بها لم تكن هيلين زوجته هي الوحيدة التي لاحظت ذلك ثمة رغبة مكبوتة في داخلها تريد أن تصرخ وتقول له كفى الى متى هذا الشرود لم اعد احتمل هذا الوضع حدثت نفسها اين هو جاك المرح التي كانت ضحكته لاتفارق وجهه البرى لماذا تغير
سيطرت هيلين على أعصابها وتمالكت نفسها و تجاهلت رغبتها بالصراخ وذهبت إليه وهي تبتسم وكأنها شخص أخر يتكلم حبيبي ماذا بك لماذا لاتخبرني أتوسل إليك فضفض عن نفسك ربما استطيع أن أساعدك .
وكالعادة نظر اليها جاك ببرود ولثمه السكوت وكأنه لم يسمع .هنا انتفضت هيلين وتغيرت ملامحها وتكلم وحش الصمت الذي بداخلها وصرخت قائلة في وجهه العابس :اسمع ياجاك أنا لم اعد احتملك ولا احتمل وجومك لقد ضقت ذرعا بك ثلاثة أشهر وأنت على هذا الحال أن لم تتكلم سوف أغادر ولن أعود منذ ان عدت من العراق وأنت بهذه الحالة جميع زملائك الجنود الذين عادوا طبيعيون ما عداك أصبحت أعيش مع شبح الأفضل لي ان أغادر .
هنا نظر جاك إلى هيلين ولكن هذه النظرة كانت مختلفة عن نظرة البرود والشرود التي كان ينظر إليها وكأنها نظرة شخص وجد شيئا جديدا رد جاك ونبرة حزن تسيطر على صوته ماذا دهاك ياهيلين لم اعهد كي هكذا من قبل ترد هيلين وقد سيطر الغضب على صوتها :إني لااستغرب من سؤالك لقد كرهت حياتي معك منذ أن عدت من العراق وأنت بهذه الحالة أي مصيبة إصابتك لماذا تخفي عني ما الذي أصابك لم تعد تأكل أو تخرج ما الذي غيرك أرجوك تكلم .
تسارعت أنفاس جاك ونظر نظرة طويلة إلى هيلين وبدأت دموعه تتساقط دون أراده منه وهنا صرخ صرخة الم جعلتها ترتعب خوفا قائلا أنا لست جاك الذي تعرفين لماذا تريدين أن اكذب عليكي أن جاك السفاح ارحم مني اتركيني بهمي .انتفض جاك وغطى على وجهه وبكى بصوت مرتفع
مدت هيلين يدها المرتعشة ورتبت على رأسه قائلة :بالله عليك هدى من روعك انا أعرفك ياجاك أنت أنبل وأطيب شخص رايته في حياتي وان كنت قتلت أحدا فذلك كان بدافع حماية بلدك
جاك يبعد يدهيلين بعصبية قائلا :أنتي تضحكين على نفسك أم تضحكين علي كيف احمي بلدي في العراق هم الذي لابد أن يحمواوطنهم أنفسهم منا
هيلين تقول وهي تشير بأصبعها إلى الخارج :انظر حولك ياجاك بلادنا هي الأقوى في العالم وهي التي تحمي العالم وتحررهم بعد إحداث سبتمبر كان لابد لبلادنا أن تهاجم كل اعدا ء الحرية والديمقراطيه أنهم يدمرون السلام ياجاك
يصرخ جاك في وجهها قائلا : نحن من يدمر الحرية نحن من نبيد السلام
أنتي لاتعرفين حجم الجرائم التي ارتكبناها هناك لا تعرفين ماذا كنا نفعل
هيلين ترد واثقة :هذه ضرورات الحرب اخبرني عن حرب واحده لا توجد فيها خسائر
جاك يسألها قائلا: أما زلتي تتذكرين تلك القطة التي داسها في الشارع وكانت تتألم
ترد هيلين مستغربه من سؤاله :نعم إنها القطة التي عرفتني بك لقد كنت تبكي عندما رايتها تتألم لو تعرف كم أحببتك وقتها
تذكر جاك وهيلين تلك الحادثة التي عرفتهم على بعض مر شريط الحادثه في ذاكرته والتي اعتبرها جاك من أجمل الحوادث التي مر بها في حياته فهذه الحادثه كانت سببا في تعرفه على حبيبة عمره هيلين
كان جاك يمشي في الشارع عندما سمع صوت قطة تصرخ بصوت متألم تحت قدميه لقد داسها عن طريق الخطأ تجمد جاك من وقع المفاجأة ونظر إلى القطه التي شل نصف جسدها تحت قدميه رفع جاك قدمه وجلس القرفصاء ومد يده إلى القطة الموجوعة وهي تبكي بصمت وحملها برفق والدموع تتدفق من عينيه عندها مرت فتاة في السادسة عشر من عمرها كانت اصغر منه بعام واحد ونظرت إليه قائلة : لماذا تبكي
يرد عليها بحزن :لقد دست هذه القطة دون علم مني واشعر أنها ستموت أنا لن أسامح نفسي أبدا
تبتسم هيلين قائلة في وداعه : لا عليك اشعر إنها لن تموت سوف نأخذها إلى طبيب بيطري حالا اعرف طبيبا محترفا هيا بنا
عاد جاك من ارض الماضي إلى ارض الواقع ونظر إلى زوجته قائلا : قطة جميلة مشردة عرفتني على حبيبتي التي هي أنتي وألان تريدين أن تتركيني
تبتسم هيلين وقد نسيت غضبها وحزنها متسائلة : ماالذي ذكرك بهذه الحادثة
ردف جاك إلى النافذة ونظر إلي الشمس وهي تغرب عن الأرض
قائلا بصوت متنهد: انظري إلى الشمس أنها لا تغرب اشعر أنها تهرب من بلادي لم تعد تتحمل الظلم الذي تظلمه للآخرين
تشهق هيلين بصوت مرتفع وكأنها اكتشفت شيئا جديدا : جاك أنت تنظر إلى الأمور من زاويتك أنت تعكس كل شي يجب أن تستشير طبيبا نفسيا
جاك يرد موافقا : نعم احتاج إلى طبيب نفسي وكل من ذهب ليقتل شعبا اعزل يحتاج إلى طبيب نفسي هيلين هذا الشاب الذي أماسمي شارك في قتل الأبرياء تحت شعار الحرية الكاذبة هذا الشاب الذي يقف أمام وجهك تألم وبكى لبكاء قطة وعمل بكل جهده لينقذها شارك في تعذيب أناس أبرياء ليس لهم أي ذنب سوى أنهم يدافعون عن بلادهم لست حنونا كما تعتقدين لقد قادوني مثل الحيوان إلى معركة خاسرة وجعلوني كالآلة في أيديهم أنفذ كل ما يطلبوه مني كنت أريد أن اعترض أن اصرخ لكني نفذت كل ما يطلبون لا اعرف كيف فعلت ذلك ليتني هربت من هذه المعركة إلى كندا مثل بعض زملائي الجنود
تقاطعه هيلين والدموع تترقرق من عينيها متسائلة : لم أكن اعرف لماذا فعلتم ذلك.
يعقب جاك على كلامه قائلا : أن آسوا ما فعلته هو مشاركتي في قتل طفل أمام أعين أمه حتى نجبرها على الكلام .
كانت الصور الماساويه تتراقص أمام عينيه وهو يتذكر كيف وهو خمسة من زملائه يقتحمون منزلا في العراق تسكن فيه امرأة عراقية وطفلها ذو السبعة أعوام كان يتذكر كيف كان الهلع والخوف يسيطر على وجه المرأة وطفلها .
قائد الفرقة يقول بصوت غاضب للمرآة الخائفة:هل ستتكلمين أين هو زوجك أم لا
تمسك المرأة بطفلها وكأنها كانت تشعر أنهم سوف يأخذونه منها قائلة بصوت خائف : أنا لا اعلم .
يصرخ قائد الفرقة بغضب قائلا : لا تعلمين سوف نجعلك تعلمين حالا . وفي الحال وجه كلامه إلى احد جنوده قائلا خذوا طفلها منها.
عندها يهرع احد الجنود ليأخذ طفل المرأة وكأنه ينتزع احد الألعاب من أيدي احدهم .
هل ستتكلمين أم اقتل هذا الطفل أمام عينييك.هذا ما توعد به القائد أمام المرأة نظرت اليه هيلين باهتمام بالغ وسألته وصوتها يرجف حزنا : وهل تكلمت المرأة لاتقولي أنكم قتلتم الطفل
ليتها لم تسال هذا السؤال أوليته لم يحدثها هاهي نظرات الأسى تظهر في عينيها كان جاك يعرف أن هذا سيحدث وان هيلين ستحتقره وربما تتركه فلقد عرفها قويه حنونة عادله أمراه مثلها لا يمكنها أن تتساهل عن ما فعله لقد أحبته لحنانه ولشخصيته وفضلته هو رغم فارق المستوى المعيشي بينهما فقد كانت ابنة احد أشهر رجال الأعمال في أمريكا وبعد وفاة والدها ورثت معظم ممتلكاته التي كانت تقد بأكثر من ألف مليون دولار كانت محط اهتمام الجميع شبابا وشابات الجميع كانوا يغارون منها بسبب ثراء والدها الفاحش تميز والدها بحبه الشديد لكسب المال الجميع في سان فرانسيسكو يخضعون لسلطته .تذكر جاك كيف سيطر الخوف على جسده وكيف تملكه الذهول عندما دخل قصر حبيبته أول مره لم يكن قصرا عاديا انه من أجمل القصور فمخيلته الواسعة لم تلهمه آن قصرا بهذا الجمال يمكن أن يوجد وكيف تساءل وقتها عن أمكانيه أن يقبل الأب بعلاقته بابنته بسبب الفارق الاجتماعي بينهما و بسبب صغر سنهما قررا أن يؤجلا الزواج عدة سنوات حتى يتخرج جاك من كليته .
جمد جاك في مكانه وسيطر عليه قرصان الخوف تمنى أن هذا الخوف يموت ليصبح قويا ليواجه احد عمالقة المال في أمريكا عندما رأى والد هيلين يتقدم في الاتجاه نحوه لم يكن ذلك الشخص الذي تخيله في مخيلته كان أطول مما يتوقع وعلامات التواضع الذي يراها في ملامحه على شاشة التلفاز لاوجود لها على ارض الواقع عرف جاك في لحظتها أن هذا الشخص يجمع كل التناقضات فحدسه لم يخطى يوما حيال أي شخص يقابله .
والد هيلين :-أذا أنت هو جاك التي تحدثت عنه هيلين .تفاجأ جاك من السؤال وتمنى انه لم يأتي تمنى أن تنشق الأرض وتبتلعه لكن كلا هكذا حدث جاك نفسه من أجلك يا هيلين سوف أقاوم شعوري بالخوف سيرى هذا المتعجرف كم إنا قوي وان ماله لايهمني بتاتا .
رد جاك برباطة جاش :-نعم ياسيدي
والد هيلين :-كم ادفع لك وتترك هيلين ياجاك.
لقد وقع هذا السؤال كالصاعقة على رأس جاك من يظنه شخصا يشترى بالمال هو لا يعرفه فلن يبيع حبه بكنوز العالم
لم يرد جاك أن يسبب لنفسه ولهيلين أيه مشكله خاصة مع والدها لهذا تمالك جاك نفسه أمام هذا السؤال الوقح ورد بهدوء مفتعل:لا أريد شيئا يا سيدي وأنا أسف إن كنت أزعجتك
أدار جاك ظهره وأراد الخروج لكن السؤال تكرر مرة أخرى على مسامع جاك
والد هيلين :-كم تريد وتترك ابنتي .
نظر إليه جاك نظرة أخيره ولم يرد على سؤاله إلا بكلمة واحده قائلا :أجبتك
وتوجه إلى بوابة الخروج .
هيلين :-هل قتلتم الطفل ياجاك
أعاد هذا السؤال الذي طرحته هيلين جاك إلى ارض الواقع فزوجته تسأله وهو لا يريد أن يجيب .لقد تحددت هيلين العالم لأجله لقد كان بكائه على قطه هو سبب محبتها له فكيف يرد عليها من أي باب يشرح لها الأمر لقد أوصدت جميع الأبواب وهرب الرد منه هل يكذب كلا انه لا يستطيع فهو لم يتعود الكذب وحتى لو كذب لن تصدقه . قفزت صورة الطفل وهو يقتل تحت أنظار أمه التي كانت تصرخ من الألم على ولدها شعر بقشعريرة تهاجم جسده وبغثيان نفس الإحساس الذي شعر به ذلك اليوم عندما رأى زميله يقتل الطفل .
تذكر جاك حواره ذلك اليوم مع زميله في الغرفة التي يسكن بها
.لم اكن راضيا عن ما فعله القائد اليوم يا جاك أنها غلطة شنيعة ارتكبها زميلنا عندما قتل الطفل ألا يؤنبه ضميره نحن لم نأتي لنقتل الأطفال ياجاك.
التفت جاك إلى زميله قائلا باستياء بالغ :هم لا فرق عندهم بين طفل وكبير يا جون يكفي ما فعلنا لقد قتلنا بطائرات ألاف الأشخاص ودمرنا ألاف المنازل لم اعد احتمل أريد أن أعود إلى أمريكا سوف اهرب
جون يجيب : ماذا عسانا أن نفعل ياجاك.
ظل جاك صامتا لا يعرف بما يجيب.
الحب والحرب صورتان لمعركتان خاضهما جاك خاض معركة الحب فانتصر وخاض معركة الحرب فانهزم أمام نفسه وأمام زوجته التي تحبه .كانت نظرات هيلين الثاقبة التي ترمقه تخترق جسده كرصاص أراد أن يهرب من هذه النظرات التي تقتله كانت نظرات عتاب واسى كبيرين .
لقد عرفت الإجابة يا جاك لقد قتلتم الطفل البري لاتتهرب من الاجابه فنظراتك تفضحك.
لقد حاصرته هيلين بكلامها فعرف أن التهرب ممنوع .
فرد بغضب مفتعل:لست انا من قتله.
كان بوسعك إنقاذه لماذا لم تتحرك نعم تذكرت لقد قلت انك أصبحت كالا له في أيديهم لا فائده من الكلام ألان لقد أصبح هذا من الماضي .
هكذا عقبت هيلين
لقد عرفت أن هذا سيهز من صورتي لديكي ولكن اعلمي أني الآن اتالم أكثر من قبل الم تقولي أننا كنا ندافع عن الحرية وعن السلام وأنهم هاجمونا في أحداث سبتمبر وسقط الآلاف قتلى .
هيلين ترد معاتبة إياه كلمة حق أريد بها باطل يا جاك .
أنه في السرير مع زوجته لقد أدارت ظهرها له وكأنها نائمة انه يسمع صوت بكائها الصامت هو يعرف لماذا هي تبكي لقد انخدعت به لم تكن تظن انه ذلك الشخص الذي تزوجته سيتحول من حمل وديع إلى وحش مفترس اع
نعم انها تبكي بصمت وهي تحاول بكافة جهدها أن لا يسمعها جاك فحالته النفسية سيئة وهي لا تريد أن تزيد من حالته سوءا قفزت بذاكرتها إلى الماضي وهي تتذكر ذلك اليوم الجميل عندما وجدت جاك يبكي على القطة
ارايت يا جاك لقد أكد لك الطبيبب أنها ستتعافى وهي تشير بيدها نحو القطة الموجوعة الست سعيدا يا جاك.
رد جاك بارتياح :-نعم أنا سعيد لم أكن أريد أن أكون انا السبب في موت هذه القطة البريئة .
تقفز هيلين مبتهجة :أذا دعني أخذها منك ياجاك إلى منزلي سوف اعتني بها حتى تشفى تماما.
يردجاك بسرعه :لا يجب أن أتحمل نتيجة خطئي حتى النهاية سوف اعتني بها انا شكرا لك على مساعدتك سوف اذهب إلى منزلي .
ويدير ظهره حاملا القطة برفق متوجها إلى منزله لكن شيئا ما كان يخبره أن علاقته بهذه الفتاه سوف تتوطد لقد انجذب إليها بسرعة كان يتمنى في قرارة نفسه أن تناديه وان تعرفه عليها أكثر وان يلتقي بها.
تمهل ياجاك سوف أتي معك الى منزلك .هكذا نادته هيلين لم ترغب هي أيضا في أن تفقد هذا الشاب البرى الطيب فالشباب حولها ليسوا مثله أنهم أنانيون يتوددون إليها بسبب ثراء والدها لكن جاك يختلف عنهم إنها تشعر أنها تحبه انه الحب من النظرة الأولى .
فتحت هيلين نافذة غرفتها الفخمة وهي تتأمل الشمس وهي تشرق .مازال الوقت مبكرا يا هيلين لماذا استيقظتي هل نمتي جيدا.سؤال كانت تتوقعه هيلين من زوجها هي لم تنم جيدا وزوجها كذلك لم ينم جيدا .
تفتعل هيلين الابتسام متهربة من الإجابة قائلة :انظر يا جاك انه يوم جميل انظر إلى شروق الشمس والى نورها إن الشمس تحب بلادي أنها تعانقها بلادي ليست ظالمة يا جاك لقد كنت مخطئا أمس في وجهة نظرك إنها بلد الحرية .
يتحرك جاك صوب هيلين قائلا :نعم انهابلادي بلد الحرية المتناقضة.
يخيم الصمت على المكان وجاك وهيلين يتأملان شروق الشمس الجميل .يقطع جاك خيمة الصمت التي سادت ويقول بشكل مفاجئ وكأنه اكتشف شيئا جديدا انظري إلى الشمس ياهيلين اشعر وكأنها تحرقنا بلهيبها اشعر أنها تعاقبنا .ترد هيلين بصوت حزين :أنا خائفة جدا عليك ياجاك نظرتك السوداوية سوف تحول حياتنا إلى جحيم يجب أن تستشير طبيبا نفسيا .
هنا وفي هذه اللحظة يسيطر الغضب على جاك ويصب جم غضبه فوق هيلين قائلا وهو يصرخ .أنتي تكذبين ياهيلين أنتي أيضا تنظرين إلى الأمر كما انظر إليه إنا أعرفك ياهيلين كما اعرف نفسي لقد كنتي تبكين ساعات من الليل لقد سمعتك فسر لي سبب بكائك .
تنكر هيلين قائلة :لم أكن ابكي ياجاك .
يرد جاك غاضبا:-لم تكوني تبكين لاتكذبي اعرف سبب بكائك لقد اهتزت صورتي أماسمي أليس كذلك .
سالت هيلين جاك :-عما تتكلم يا جاك . أرادت هيلين بهذا السؤال أن تثبت لجاك أن ظنه كان خاطئا ولكنها لم تنجح فهي تعرف أن ظنه كان صحيحا لقد احدث موقف الأمس جدارا بينهما تتمنى من كل قلبها أن يزول هذا الجدار فهي تحب جاك أكثر من نفسها .
تكلم هيلين جاك وهي تحاول بكل جهدها أن تخفي شعورها بالحزن والأسى عما حدث قائلة :جاك أرجوك حاول أن تنسى ما حدث وأنا أيضا سوف أنسى ما رأيك آن نخرج اليوم .
هناك في الحديقة أطفال يلعبون مع أمهاتهم كان جاك يتأملهم وهو حزين وهو يتخيل تلك المرأة العربية وهي تلعب مع طفلها في الحديقة يا الهي أن هذه المرأة مازالت تحتل تفكيره كيف استطيع أن اطرد خيال هذه المرأة من تفكيري هكذا حدث جاك نفسه .
أمازلت تفكر بتلك المرأة العربية يا جاك وطفلها أمازلت تعذب نفسك أن ألاف من سنوات العذاب لن تعيد الماضي يا جاك أنا متألمة أكثر منك .هكذاحدثت هيلين جاك ولكن في سرها وهي تتأمله .
فاجأت هيلين جاك بهذا السؤال :-ما رأيك يا جاك أن ننجب عامان ونحن متزوجان الم يحن الوقت بعد سوف يملأ الطفل حياتنا.
رد جاك باقتضاب :-لا أريد أن يكون لدي أطفالا في الوقت الحالي ياهيلين . تعقب هيلين بسرعة :لكن لماذا الم نتفق أنا وأنت على إنجاب ثلاثة أطفال حتى أننا حددنا أنواعهم وأسمائهم .
ماذا عساه أن يجيبها هل يخبرها بأنه خائف من يأتي أطفاله إلى الدنيا ويكبرون ويعرفون ماذا فعل والدهم كيف ستكون صورته إمامهم كيف سيتقبل أولاده الأمر هو لا يستطيع أن يكذب عليهم بأنه ذلك الشخص الذي أنقذ القطة من الموت هل سيخبرها أيضا بأنه خائف ا ن يأتي احد ويعتدي على أولاده كما اعتدى هو وزملائه على طفل تلك المرأة المسكينة .
يغير جاك مجرى الحديث قائلا :ما رأيك ياهيلين أن نذهب لنأكل أني جائع ألا تشعرين بالجوع.
جلس الاثنان على المائدة يأكلان في مطعم فخم كان الاثنان يتأملان بعضهما كانت هيلين تتذكر كيف التقت بجاك وكيف تحدت والدها لأجله لقد رفض والدها علاقتها بجاك بسبب فارق الغنى بينهما تذكرت كيف جمعت ثيابها في حقيبة وكيف تسللت من النافذة حتى تستطيع الهرب مع جاك تذكرت كيف بحث والدها عنها وكيف انتشرت صورها في المجلات خوفا من أن تكون قد فقدت وبعد بحث طويل توصلت الشرطة إلى مكانهما بعد أن كشفتهما جارتهما التي كانت في الشقة المقابلة تذكرت هيلين كيف داهم رجال الشرطة الشقة ووجدوهما وكيف حاول رجال الشرطة القبض على جاك بتهمة الخطف لكن هيلين أنكرت ذلك وأكدت أنها هربت بملء أرادتها تذكرت كيف آتى والدها إلى الشقة محاولا أخذها ذلك اليوم .لن تستطيع اخذي يا أبي لقد تعدى عمري الثامنة عشر منذ زمن وأنا حرة في العيش لوحدي .هكذا خاطبت هيلين والدها عندما أتى إلى الشقة لأخذها.
والد هيلين :-إذا كان هذا هو قرارك فانسي أن لديكي أبا. قالها بحزم موجها كلامه إلى هيلين
كانت هيلين مجبره أن تتحداه فهو يريد أن يحرمها من العيش مع حبيبها وهي ستتحدى العالم لأجله .لقد كان صعبا عليها أن تبتعد عن والدها أنه يحبها ولكنه لا يفهمها كان يقف في طريق سعادتها كان يظن أن جاك كان طمعا في ثروته التي ستذهب أليها بعد وفاته بعد سنتين من هذه الحادثة سمعت عن خبر وفاة والدها بسكتة دماغيه و الذي انقطع نهائيا عن التواصل معها كانت تعرف والدها فهو لا يرجع عن أي قرار يتخذه فهو صاحب السلطة والأمر والكبر لقد بكت عندما سمعت خبر الوفاة كانت تريد أن تتصالح معه وان تثبت له انه كان مخطئا بحق جاك .تذكرت هيلين مراسيم دفن والدها وكيف استلمت ثروة والدها الكبيرة من المحامي وكيف حاولت أن تقنع جاك في العيش في قصر والدها .وكيف حاولت أن تبتعد عن وسائل الإعلام بقدر الإمكان فهي لا تحب ملاحقة الصحفيين والمصورين لها لأنها كانت تحب العيش بهدوء .
لقد رفض جاك في البداية الانتقال والعيش في قصر هيلين حتى يثبت لهيلين انه لا يهتم بثروة والدها فهذه كانت الحقيقة فجاك لا يهتم بالمال كثيرا بعكس ما كان كل من حولها يتوقع .
وفي احد الأيام تسلم جاك إعلانا يستدعيه إلى الحرب في العراق تذكرت ذلك اليوم عندما أتى إليها قائلا بهدوء ينذر بعاصفة : أن لدي خبرا سوف يحزنك نظرت إليه هيلين باهتمام مقرون بخوف :ماذا لديك
لقد استلمت إعلان استدعائي كأحد الجنود المقرر سفرهم إلى العراق للحرب رد جاك بهدوء
تسأله سهيلين:- وهل ستذهب وتتركني ياجاك .
يرد جاك بحنان بالغ :انه الواجب ياعزيزتي
تقول هيلين بحزن شديد :-أني خائفة عليك .
يمسك جاك جسد هيلين ويعانقها قائلا :لاتخافي اشعر أني سأعود ويجب أن تشعري أنتي كذلك أني متفائل ياعزيزتي .
امسك جاك يد هيلين في المطعم معيدا إياها إلى ارض الواقع قائلا لها في ماذا تفكرين
هيلين :-أني أتذكر خبر ذهابك إلى العراق ياعزيزي
عاد جاك بذاكرته الى الماضي وتذكر كيف كان الجنرالات العسكرية يدربونهم قبل ذهابهم إلى العراق وكيف تحدث احد الجنرالات ألعسكريه عن ذلك في أحدى القاعات .
هذه هي الحرب ربح وخسارة الجنود يذهبون ويحاربون حتى يربحوا المعركة ولابد من الخسارة لكن ليس علينا أن نجزع أو نتخاذل سوف نحارب لنربح بصفتنا أقوى الدول فنحن مسئولون عن إعادة الحرية والسلام إلى العالم لقد حاول صدام وابن لادن أن يهزوا صورتنا أمام العالم لكننا سنثبت لهم العكس وسنري هولاء من نحن وانتم ايها الشباب المسئولون عن إعادة الحرية إلى هذه الشعوب المسكينة لقد أثبتت إحداث سبتمبر أننا لم نهزم وأننا سنريهم من نكون وان أمريكا سوف تعيش في القمة وأننا سوف ننتقم لكل ضحايا سبتمبر فلتعيش أمريكا رددوا معي فلتعيش أمريكا .
وليموت العالم قالها جاك بصوت مرتفع جعل الجميع في المطعم يلتفتون إليه حدقت به هيلين باستغراب وإحراج من الناس قائلة: انك تحدث نفسك هيابنا .
كان الطفل يصرخ قائلا :_أمي ارجوكي لا تتركيني لا تدعيهم يقتلونني كانت الأم تبكي بغزارة وهي تشعر أن لا حول لها ولا قوة هنا هرع الطفل إلى جاك وهو يستنجد به قائلا أرجوك ياسيدي لاتدعهم يقتلونني أنت لست مثلهم أرجوك هنا يطمئن جاك الطفل قائلا له لاتقلق لن يصيبك أي سوء اعتمد علي يحتضن جاك الطفل ويحاول الهروب به قائلا لأمه تعالي معي سوف نهرب كان يحاول الجري ممسكا بيد المرأة والطفل في حضنه لكن صوت ملاحقة الجنود والرصاص كان يلاحقه كان يجري بأقصى ما يستطيع هو و المرأة لكن الرصاص كان أسرع منه لقد أصابت الرصاص الطفل فقتلته وقتلت المرأة .كانت هيلين تسمع جاك وهو يبكي أثناء نومه لم تحب أن توقظه مسحت دموعه قائلة بصوت منخفض : لن يستطيع أي شي أن يفرق بيننا يا جاك إلا الموت .
لقد قررت الذهاب إلى العراق ياهيلين سوف ابحث عن تلك المرأة واعتذر منها سوف اطلب منها أن تسامحني وهذا قرار نهائي لن أتراجع عنه .
وقع هذا الخبر كالحجر على رأس هيلين جمدت ملامحها لم تكن تتوقع أن جاك سوف يقول مثل الخبر كانت قبل قليل تشعر بالجوع ألان بعد ما قاله جاك شبعت تركت الملعقة من يديها و وضعتها فوق طاولة الطعام انعدمت تعابير وجهها من أي شي ماعدا ملامح الغضب .
جاك :-ماذا بك هل تفاجاتي كنت أفضل عدم إخبارك لكني لم استطع ياهيلين
بعد جهد من صدمة الموقف تحرك لسان هيلين قائلا : بالله عليك هل جننت فلولا إصابتك لكنت مازلت هناك تعاني وأنت تريد ألان أن تعود إلى هناك كلا ياجاك لن تعود.
كان جاك ينظر إلى المائدة والى طبق الطعام الذي كان يأكله لم يتجرأ أن يرفع نظره نحو زوجته انه لا يستطيع أن يواجه نظراتها المعاتبة هو يعلم كم تألمت المرة السابقة عندما تركها وذهب ليحارب لقد كان مجبرا وهاهو الآن يقهرها بقراره .
أراد جاك أن يشرح لها كيف هي مؤلم الشعور بالذنب انه الم لا يطاق الم لايشعر به إلا أصحاب القلوب الطيبة وليس المريضة فهو يعلم أن هيلين سوف تصفه بالمريض النفسي لان قراره هذا لا يصدر ألاعن شخص يفكر بطريقة مختلفة .
رفع جاك بصره إلى هيلين و تكلم بأعصاب هادئة وبصوت أهدى وكأنه يريد أن يبرر بهدؤه لهيلين بأنه لا داعي للغضب الذي تشعر به حاليا.
جاك:-أنا أتعذب ياهيلين اشعر أنني مقيد بذنوبي صورة تلك المرأة وابنها لا تفارق عقلي كيف السبيل إلى الخلاص مما اشعر به ألان من عذاب
تسكت هيلين لحظات من الزمن وكأنها كانت تفكر في الكلام الذي قاله جاك أرادت أن تكتشف الرجل الذي إمامها احتارت بما تصفه بالشخص المجنون البعيد عن المنطق أم بالشخص المتناقض فهو يقتل ثم يندم أم بالشخص الضعيف حيث انه سمح لأحداث قد مضت أن تسيطر عليه .
ردت هيلين بصوت هادى وبتعابير غاضبة :لم اعد أفهمك ياجاك مازلت أتذكر كلاسمي عن تلك البلد وانك ضقت ذرعا في المكوث هناك وانك تتمنى أن تعود إلى وطنك بأقصى السرعة
ينظر جاك إليها بهدوء قائلا :سوف اذهب لأرى تلك المرأة فقط واطلب منها إن تسامحني
نفذ صبر هيلين وصرخت قائلة :بالله عليك هل آنت مجنون آنت لم تقتل الطفل زملائك من قتلوه لم تحمل نفسك ذنبا لم تقترفه أنت اخبرني
لقد قتلته بسكوتي عندما قتلوه أمامي وأنا كنت أساعدهم في الهجوم ياهيلين .يسكت جاك لبرهة ثم يستأنف كلامه قائلا :هيلين هيلين يا حبيبتي ارجوكي حاولي ان تقدري وضعي أعدك أني سوف أعود الم أعدك المرة السابقة عندما ذهبت إلى الحرب أني سوف أعود.
تسأل هيلين جاك بفضول :-ولكن ياجاك هناك ألاف الضحايا لماذا لم يؤنبك ضميرك لأجلهم لماذا هذه المرأة بالذات التي ذكرتها اخبرني .
سؤال طبيعي متوقع أن يسأله أي شخص لو كان مكان هيلين وهنا سال نفسه لأول مرة لماذا هذه المرأة بالذات ت لقد عرف الإجابة بدون أن يطيل تفكيره قائلا لهيلين :أنتي تعلمين أنني ذهبت هناك كأحد الجنود الاحتياطيين وقد انصبت جميع مهامي في القبض على المقاومين والمحاربين العراقيين والعرب حتى عندما كنت اخرج في أي مناورات كنت أتحاشى القتل .
عقبت هيلين مستدركة كلامه :لكنك قتلت أتنكر هذا
كان هذا للضرورة الحربية ياهيلين . أجاب جاك
تصرخ هيلين مستنكرة تصرفاته :جاك أنت تحيرني بتصرفاتك سوف أعيد سؤالي لماذا هذه المرأة بالذات تريد أن تسامحك أريد إجابة مقنعة .
لماذا هذه المراة بالذا ت التي تريد ان تسامحك رغم أن جاك أجاب هيلين لكنها كانت نصف الاجابه لكن هذه الأخيرة لم تقتنع قد كنت الإجابة مقنعة لشخص غير هيلين .
جاك :-لقد كانت تستغيث بي ياهيلين رغم إنها لم تنطق بذلك كانت عيونها تستغيث وكأنه كان لديها شعور باني في قراره نفسي ارفض هذا التصرف الإجرامي والحقير .أعاد سؤال هيلين ذاكرة جاك إلى الوراء تذكر نظرات المرأة التي كانت تصرخ وتستغيث تذكر دموعها الغزيرة وآلمها
أي حيوان مثل هذا قد يرتكب مثل تلك الجريمة الشنيعة سوى شخص تجرد من معني الإنسانية لماذا لم أتحرك لماذا لم أوقف تلك المهزلة ذلك اليوم ياهيلين كان بوسعي الصراخ فوق القائد ومنعة من ارتكاب تلك الحماقة المؤلمة أنا غاضب من نفسي ياهيلين .حدث جاك نفسه وهو ينظر إلى عيون هيلين التي بداتا توشكان على البكاء.
تحاول هيلين أن تقنع جاك في العدول عن قراره تسال وتجيب :-هل تظن أنها سوف تسامحك لن تسامحك سوف تنتقم لموت ابنها وتحاول أن تقتلك هي وعشيرتها أنت لاتسمع إخبارهم وكيف يحاولون أن يقتلوا الجنود حتي أنهم يقتلون بعضهم البعض ياجاك الاتسمع عن التفجيرات هناك لن تسافر ياجاك أنا احبك لا استطيع العيش من دونك أرجوك .
نظر جاك إلى هيلين نظرة متفحصة وكأنه ينظر اليها لأول مرة قائلا لها :هل سامحتني
تجيب هيلين مستغربة :-على ما ذا أسامحك .
يردجاك قائلا:على أني فعلت ذلك
لم تستطع هيلين ان تحبس دموعها لقد فاق صبرها الحد كانت الدموع تنزل بغزارة من عينها سالت هيلين نفسها لماذا هي تبكي هل لأنها عرفت انه من المستحيل التمثيل على جاك فهو يعرفها كما يعرف نفسه يعرف كما هي حساسة فهي رغم كل شي مازالت تحبه وهو الآن نادم على ما فعل إنها تقول غير ما تشعر به من معاني الأسى والإحباط .
جاك لا تحمل نفسك مالا تطيق أنا مازلت احبك ومهما حدث فلن يفرقنا احد لكنك ألان تريد أن ترحل وتتركني لتذهب إلى ذلك البلد لتموت إن ما ستفعله
لا يقبله عقل أو منطق .هذا ما رددته هيلين على مسامع جاك لتجيب على سؤاله.
كيف تستطيع إقناعه فعندما يقتنع جاك بفكرة ما فان من المستحيل أن يزيح فكره عنها هووو الدها من نفس الطراز مع اختلاف الأسلوب فقط فهي تتذكر الآن كم حاولت إقناعه بالهرب إلى كند ا حتى لا يسافر ليحارب في العراق لقد كان مقتنعا أن ذلك واجبه وهو لن يتخلى عن واجبه مهما كان الثمن فما هو الحل إذا وفجأة تخطر على بالها فكرة أحست أنها يمكن أن تكون طوق نجاة تستطيع من خلالها أن تنقذ زوجها ونفسها من هذا المأزق الذي يريد زوجها أن يضعهما فيه .
ما رأيك ياجاك أن نذهب إلى الكنيسة وهناك اعترف للأب بكل شي أنا متاكده انه سيدلك على الطريق الصحيح ويوضح لك الحقائق الغائبة عن بالك أرجوك ياجاك لا تخذلني هذه المرة .
شعر جاك هذه المرة بان هيلين على حق فلماذا لم يفكر بهذه الفكرة من قبل سوف يسال الاب عن حاله فربما يجد في يديه الخلاص .
اخيرا تظهر شبح ابتسامه على وجه جاك الذي يقول :موافق فالذهاب إلى الكنيسة أفضل من الذهاب الى طبيب نفسي .
تنهدت هيلين بارتياح فقد شعرت أن في ذلك الخلاص ولكن ظنها كان في غير محلة فذهابه إلى الكنيسة زاد الطين بله لقد اقنع الأب جاك بان مافعله كان خطئا كبيرا وان الله سبحانه لن يغفر له ذلك وانه يجب عليه أن يذهب إلى هذه المراة ويطلب السماح منها.
أثناء عودتهما إلى منزلهما لم كانت هيلين هي التي تقود سيارتها الفارهة كانت صامته لكن داخلها بركان من الغضب والقهر كان زوجها بجانبها يفكر نظر نظرة خاطفة إلى هيلين شعر بتأنيب الضمير تجاه زوجته هيلين فهو الآن يسبب لها التعاسة لكن ما عساه أن يفعل .
قالت هيلين بحزم :-سوف اذهب معك ياجاك لن أتركك تذهب وحدك .
أخذت المفاجأة جاك فشل الصمت لسانه وقبل أن يحاول أن يرد استأنفت هيلين كلامها قائلة بإصرار:أنا مثلك ياجاك لن أتراجع عن قراري مهما كان الثمن لا تحاول أن تغير من رأيي لأني إن لم أسافر معك سوف اقتل نفسي إما إن نعيش جميعا أو نموت جميعا ياجاك .
جاك يرد محتارا :أنتي تعرفين الأوضاع هناك هل تمزحين .
احتار جاك من موقف زوجته هي تعلم انه لم يكن عليه بالأمر السهل أن يتخذ قرارا مثل هذا فهي تعرف كم تعذب هناك وكم جاهد الأمرين حتى يعود إلى موطنه وانه لولا إصابته التي أصيب بها في يده وقدمه لما عاد وهاهي الآن تريد أن تذهب معه
تقول هيلين بعصبيه : إنني لا امزح هل تظن أني سوف اسمح لك بأن تذهب وحد ك محال ياجاك فلن أتركك مثل المرة الماضية لقد كنت أتخيل وقع خطواتك في كل مكان كنت سأجن وعندما اخبروني انك ستعود لأنك أصبت كدت أموت خوفا عليك من أن يكون قد حدث لك مكروه .
يقول جاك:لقد وعدتك المرة السابقة أنني سوف أعود ووفيت بوعدي وهاأنا الآن أعدك للمرة
وقبل أن يكمل جاك كلامه تقاطعه هيلين بعصبية وهي تبكي :لالالالن تذهب وحدك لن اظل انتظر عودتك لن اظل خائفة أترقب خبر موتك من هناك
يقاطع جاك هيلين قائلا بحدة :لن أموت ياهيلين.
ترد هيلين حزينة تموت كيف وأنت تذهب إلى بلد الموت فيه أكثر من الحياة
يرد جاك بيأس :-نحن من جعلناه كذلك .
لست أنت من جعله كذلك كنت مجرد جندي يذهب وفق أوامر وجهت له . لست أنت من اخبرهم ان يعتدوا علينا في إحداث سبتمبر ويقتلون الابرياء لست أنت من أراد الذهاب لست أنت من قتل الآلاف لست أنت من قتل طفل ذلك المرأة هناك الكثير أمثالك في أمريكا ياجاك يرفضون سياسة الحرب والدمار ياجاك أنا منهم حاول أن تعدل عن قرارك ياجاك بالذهاب .ترد هيلين بحدة
لم يرد جاك وظل صامتا .
تنظر اليه هيلين لبرهه ثم تقول بصوت حزين : أنت لم تفي بوعدك لي ياجاك أين هي السعادة التي وعدتني إياها أين هم الأطفال الذي حلمنا بهم وهم يلعبون ويضحكون أين هي جينفير وجيسيكا ومايكل لماذا ياجاك دمرت أحلامنا وسعادتنا لقد تحديت والدي لأجلك لقد كاد أن يحرمني من الميراث بسببك ولأجلك كنت مستعدة أن أعيش دون أمواله وأنت الآن تخذلني تريد أن تذهب لتموت هناك وتتركني وحيدة انتظر عودتك .
تسكت هيلين هنيهة ثم تصرخ وقد فقدت عقلها وهي تبكي :لن تذهب وحدك ياجاك افهمت مهما حاولت لن ادعك تذهب وحدك .
أوقفت هيلين سيارتها وهي منهارة شعر جاك بالذنب عانقها جاك قائلا لها وهو يهدى من روعها :هدي من روعك ياعزيزتي لن اذهب سوف ابقي ارجوكي لا تحزني .
ترد هيلين بإحباط :-أنت تكذب ياجاك .
يرد جاك واثقا :-انا لا اكذب اعدك أني لن اذهب وسوف أفي بوعدي أنتي تعرفين كم احبك .يرد جاك واثقا
في الأيام التالية تحسنت نفسية جاك قليلا وبدا يمارس حياته بشكل طبيعي كما كان بالسابق حاول جاك أن يعوض زوجته عن الثلاثة الأشهر التي مضت والتي كان خلالها حزينا ولكن ورغم محاولاته الكبيرة الجبارة في العودة كما كان في السابق قبل سفره إلى العراق كانت نظرات الحزن والألم لا تغادران عينية شعرت هيلين انه يقاسي الأمرين حتى لا يحسسها بضعفه وحزنه شعرت هيلين بالذنب فهي ستكون هي السبب في تعاسة زوجها التي تحبه من كل قلبها ورغم انه لم يعد يتحدث في الأمر نهائيا لكن شعوره بالذنب مازال ينغص حياته.
فكرت هيلين ان زوجها لن ينسى ماحدث وانه سيظل يتذكره هل أخطأت عندما منعته من السفر إن فكرة السفر إلى العراق وطلب المسامحة من المرأة العراقية امر مازال يفكر به لقد منع نفسه من السفر لأجلها فماهو الحل إذا سالت هيلين نفسها لقد توصلت إلى القرار الأخير ولن تتراجع عنه فما هو القرار اذا.
تدخل هيلين الى مكتب جاك الذي كان مستغرقا في التحدث إلى صديقه جون عبر الانترنت على جهاز الكمبيوتر .
تنظر هيلين إلى جاك وهي تلقي التحية والذي يرد عليها بمثلها .
تسال جاك هيلين باهتمام بالغ قائلة:ماذا تفعل .
جاك يرد وهو يلتفت الى هيلين قائلا :إني أتحدث إلى جون صديقي في العراق .
تسال هيلين جاك :-وكيف هي حاله هل هو بخير.
يرد جاك بسرعة :-انه بخير ولكنه يشتكي من سوء معاملة القائد له .
تسال هيلين جاك :لماذا
جاك :-لا اعلم انه هكذا مع الأشخاص الذين لا يتوافقون معه.
تسال هيلين بمكر:-العراق لا يدخلها الا من مات ضميره اليس كذلك ياجاك .
ماذاتعنين بكلاسمي .يسأل جاك هيلين وهو يلتفت أليها باهتمام بالغ بعد أن طلب من زميله جون أن ينتظر قليلا على الشات
تبتسم هيلين ابتسامة ماكرة قائلة وهي تمازحه موضحة :أنا لا أقصدك أنني اقصد قائدك وبعض الجنود لقد اخطئوا عندما جعلوك وجون تذهبون إلى هناك لا يدخل الحرب إلا الرجال الأشداء ياجاك وليس ذوي القلوب الرحيمة .
يرد جاك مبتسما :نعم وانتن النساء قلوبكن رقيقة لهذا تجد اغلب المحاربين من الرجال .
لاتنكر ياجاك أن هناك مجندات قد ذهبن معكم للحرب .ترد هيلين لتثبت لجاك إن رأيه كان خطا.
يقول جاك ممازحا هيلين :انتن النساء عندما تتولين الأمر تكن اشد خطورة منا ففضيحة سجن أبو غريب اكبر دليل على ذلك اتذكرين جانيس كاربينسكي و ليندي انجلاند أنها تشبهك .ترد هيلين باستياء :ماذا تقول هل تشبهني بتلك المجرمة .
يضحك جاك قائلا :أنا امزح معك فالفرق بينك وبينها كالفرق بين السماء والأرض يسكت جاك قليلا ثم ينظر إلى شاشة الكمبيوتر قائلا :انه ينتظرني .
تتوجه هيلين إلى غرفتها قائلة :حسن أنا انتظرك في غرفتي بلغ تحياتي إلى جون .
لقد حدثت فضيحة سجن أبو غريب عندما كان جاك في العراق لم يكن يتخيل إن فعلا بمثل هذه القذارة يمكن أن يحدث كان جاك في مدينة أخرى غير المدينة التي فيها السجن تذكر وقتها كم شكر الله تعالى انه لم يكن في ذلك السجن الكريه وانه لو كان عرف بهذا الموضوع فانه كان لن يسكت مر حواره مع صديقه جون ذلك اليوم في ذاكرته عندما انتشرت الفضيحة على مرأى ومسمع من الناس والعالم.
لم أكن أظن أن جنودنا يمكن أن يصدر منهم هذا التصرف ياجون .كان جاك يحدث صديقه جون بصوت منخفض وهو يتصفح احد المقالات الغربية التي كتبت عن هذا الموضوع
جون :-سيزيد هذا التصرف من حقد العراقيين علينا.
جون:-إني لا أوافق على هذه التصرفات فأخلاق الحر ب لا تسمح بهذا.يرد جاك
يجيب جون :-دعك من هذا إننا متعبون ولا نعلم أية مصيبة ستحل بنا الأيام المقبلة اخلد للنوم لقد تأخر الوقت لا تفكر بالأمر.
تأخر جاك في التحدث الى صديقه جون وصعد غرفته في وقت متأخر جدا كان يتوقع أن يجدها قد نامت ولكنه توقعه كان خاطئا فقد وجدها مستيقظة تداعب قطتها البيضاء الجميلة .
يأخذ جاك القطة من أيدي هيلين برفق قائلا وهو يداعب القطة :أوه قطتي الجميلة أنتي جميلة مثل صاحبتك .
تسال هيلين :-هل أنهيت حديثك مع جون .
نعم حبيبتي وأنا الآن تحت أمرك أني مشتاق اليكي .يرد جاك وهو يحاول أن يقبلها.
تبتعد هيلين قائلة :جاك أريد أن أتحدث إليك .
يستغرب جاك من تصرفها قائلا :في ماذا .
جاك لقد فكرت في الأمر ورأيت انه من الأفضل لكي ولي أن نسافر إلى العراق ونطلب السماح من تلك المرأة ومن ثم نعود بعدها
تفاجأجاك من حديث هيلين ما الذي غير رأيها الم تبكي وتهدد بالانتحار أن ذهب إلى هناك كيف غيرت من رأيها ولماذا هذا التغيير المفاجئ كان جاك يسال نفسه .
أجابت هيلين على هذا السؤال الذي طرا على رأس جاك وكأنها كانت تقرا أفكاره : لن أظل مكتوفة الأيدي وأنا انظر إلى عينيك وارى فيهماا لحزن والأسى ياجاك اعرف انك ستظل أسير حزنك وانه لن يخرجك من هذا الحزن سوى الذهاب إلى هناك .
تخرج هيلين تذكرتين من دولابها وتري جاك قائلة :لقد أمرت احد الموظفين بحجز تذكرتين للذهاب إلى هناك لي ولك .
جاك يقول غاضبا:-وإنا ياهيلين أليس لي قرار في الذهاب انكي تلغين وجودي.
لقد اغضب هذا التصرف جاك فهي اتخذت القرار ونفذته دون أن تأخذ موافقته أو حتى تستشيره نظر جاك نظرة طويلة إليها ثم ذهب متوجها إلى الباب يهم بالخروج أمام هيلين التي اعجمها كلامه عن الرد تتوجه هيلين بسرعة إلى النافذة قائلة وهي تصرخ :جاك ارجوك لا تذهب
لكن لاحياة لمن تنادي لم يلتفت إليها جاك ورأته وهو يركب سيارته وينطلق لاتعرف إلى أين .
ظلت هيلين ساعة كاملة وهي أمام النافذة تنتظر أن يعود جاك تعبت من الوقوف وجلست فوق سريرها منحنية الظهر وكل علامات الألم تظهر على وجهها ما الذي فعلته ليغضب منها كل هذا الغضب كل ما تريده في الحياة أن تعيش سعيدة مع زوجها الذي يحبها وتحبه .
تذكرت هيلين ذلك اليوم الذي وصل فيه فستانها من فرنسا وكيف طارت فرحا كان فستانا ورديا بغاية الجمال وعندما سألها جاك عن سر اختيار هذا اللون أجابت أنها تريد أن تجعل من حياتهما وردية كلون الفستان .
لم يغمض جفن لهيلين التي ظلت ساعات من الليل تنتظر رجوع جاك كانت تبكي وهي تتصفح البوم زواجها من جاك تذكرت كيف طلبت من جاك أن يكون عرسهما سريا خاليا من المعازيم حتى لا تضطر إلى التعرض لكاميرات المصورين والصحافيين والذين دائما كانت تصفهم بالفضوليين وأنهم دائما يتدخلون في شئون غيرهم ويدمرون حياة الناس.
نظرت هيلين إلى إحدى الصور المميزة في البوم صور زفافهما كانت صورة لها وهي تصرخ عندما دخل ثلاثون شخصا من أقربائهم وأصدقائهم إلى الكنيسة وهم يصفقون ويصرخون .
لقد هجم الوفود قبل اكتمال مراسيم الزواج تذكرت كيف نظرت إلى جاك كانت نظرة مليئة بالغضب لأنه اخبرها انه لن يعزم أحدا وفقا لطلبها ولن يحضرا لزفاف سوى عرابتها .
تتحدث هيلين بصوت غاضب ومنخفض :-لم نتفق على ذلك ياجاك .
غمز جاك بعينيه لعرابة هيلين ثم يقول بهدوء متصنعا الغباء قائلا:لم نتفق على ماذا ياحبيبتي .
تسال هيلين بنفاذ صبر :هل أنت الذي طلب من كل هولاء الحضور.
يرد جاك ببرود أعصاب : لست أنا ياعزيزتي اسألي عرابتك قالت انها ستعد لك مفاجأة اليوم أليست جميلة انظري إليهم كم يحبونك أنهم سعداء بحضورهم عرسك .
ولكني اكره أن يندس بين هولاء المصورين الذين سيظلون يلاحقونني طيلة حياتي .تقول هيلين بغضب
جاك:هدي من روعك ياحبيبتي ان خوفك منهم سيدمر حياتك وحياتي .يسال جاك بهدوء:-هل ترين واحدامنهم
هيلين:- ليست عرابتي ياجاك أنت من عزم كل هولاء إنني غاضبة جدا منك .
يتحدث جاك وهو ينظر إليها ممازحا:أوه انك تكبرين المسالة انا من امر وعرابتك من نفذوعزم ارجوكي دعي اليوم يمر بسلام وانا اعدك انك لن تري أي مصور اوصحفي ثقي بي .
كتمت هيلين غضبهاواكملا الاثنان حفل زفافهما الجميل لقد وعدهاجاك أنها لن ترى أي مصور اوصحافي اثناء الزفاف وفعلا استطاع جاك أن ينفذ وعده لها بفعل مساعدة زملائه واصدقائة الذين منعوا أي شخص غير معروف ولايمتلك دعوة من الدخول .
انتهت هيلين من تذكر تلك الحفلة الرائعة وهي تترقب أن يعود جاك في أي لحظة لقد بدأت أشعة الشمس تتسلل عبر النافذة وجاك لم يعد تسأل نفسها ياترى أين هو الآن هذه أول ليلة يخرج بها جاك غاضبا من المنزل بسبب تلك المرأة .
حاولت هيلين أن تتصل به لكن دون جدوى فقد أغلق جهاز تلفونه رمت هيلين بتلفونها فوق السرير غاضبه .
عنيد يدعي القوة وفي داخله قلب ضعيف تناقض في شخصية جاك هذا التناقض جعله غير مستقر في شخصيته وفي نفسيته هاهو االان يتعذب لست أنا السبب في عذابه هو من وضع نفسه في هذه الدائره لو كان يعرف مسبقا انه بهذا الضعف لماكان سافر الى هناك كلا ليس هو السبب هم السبب كان من المفروض ان يسألوه عن رغبته في الذهاب لكنه اجبروه ليذهب .تقول هيلين لنفسها وهي تنظر عبر النافذة تنتظر عودة جاك . أفكار تحاصر هيلين من كل جهة ذهابه إلى العراق و رجوعه منها حزنه وضعفه عناده وغضبه وخروجه من القصر وعدم عودته.تقطع الخادمة أفكار هيلين وهي تدق على باب غرفتها قائلة لها لقد حان وقت الغداء يا سيدتي .لا أريد يا اليزا
حان وقت الغداء وجاك لم يعد إلى أين ذهب ياترى ما الذي حدث له كانت هيلين تسأل نفسها لم تستطع هيلين أن تأكل منذ البارحة فقد تعودت الأكل مع جاك وفي هذه الظروف لا رغبة لها بالأكل .
ظلت هيلين تفكر وتفكر حتى غلبها النوم ظلت ساعتين وهي نائمة أفاقت وهي تشعر بالخوف ما الذي حدث سالت نفسها نعم لقد تذكرت لقد خرج جاك غاضبا يا ترى هل عاد أتمنى أن يكون قد رجع .
كلا لم يعد بعد فهي لم تسمع صوت سيارته.
حاولت هيلين الاتصال بجاك مرات ومرات دون جدوى فجهاز تلفونه مازال مغلقا تسرب الخوف والقلق إلى قلب هيلين أن يكون قد حدث له شيئا قالت هيلين تحدث نفسها كلا مازال الوقت مبكرا لأفكر بهذه الطريقة أظن انه سيعود الليلة .
وللأسف خاب ظنها مرت ساعات الليل الطويلة نظرت هيلين إلى الساعة إنها الثالثة صباحا وجاك لم يعد زاد خوف هيلين وقلقها على جاك فارتمت على السرير وحاولت النوم لكن قلقها الكبير منعها من النوم قامت ولبست بيجامتها ونزلت إلى تحت وهي تنادي على ليزا خادمتها .
لكن ليزا لم ترد فقد كانت متعبة ومستغرقة في نوم عميق هذه المرة صرخت هيلين بصوت اكبر قائلة :اليزابيث أيتها الغبية أين أنتي .
هذه المرة تسمع اليزا صوت هيلين فتهرع مسرعة إلى مخدومتها قائلة نعم سيدتي ماذا تريدين .
ترد هيلين بعصبية:-اعدي لي أي شي فانا لم أكل منذ أمس .
لم تصرخ هيلين يوما فوق احد بهذه الحدة والعصبية وخاصة مع الخدم لقد جعلها جاك عصبية أن كل شي فيها يريد أن يصرخ ليس فوق الخدم فقط بل فوق كل شي حتى الأثاث .
ظلت هيلين متوترة الى ساعات مبكره من الصباح ولم يغمض لها جفن صعدت هيلين مسرعة إلى غرفتها لقد قررت أن تخرج لتسال عنه مر يوم كامل على غيابه ياتراه اين يكون هل انشقت الأرض وابتلعته اختارت من دولابها ملابسا للخروج وارتدها وهرعت مسرعة إلى الباب مقررة أن تبحث عنه عند اصدقائة المقريين
ظلت هيلين في الخارج حتى ساعة متأخرة من الليل لم يحرز بحثها عن جاك أي نتيجة أوقفت هيلين سيارتها في إحدى الشوارع الخالية والقريبة من إحدى الغابات ولم تدري بنفسها فنامت فوق مقود السيارة بعد ا ن أعياها التعب والسهر
اقترب ثلاثة من الشبان المراهقين من سيارة هيلين الذين ظهرت عليهم علامات السكر صرخ احدهم قائلا إلى أصحابه انظروا هناك فتاة جميلة نائمة في السيارة
رد صديقه قائلا وهو يحاول ان يسكته :اش لا تتكلم سوف توقظها لقد نسيت أن تغلق زجاج سيارتها .
تقدم زعيمهم من السيارة بهدوء حتى وصل إلى النافذه ومديده واخذ مفاتيح السيارة .
استيقظت هيلين مفزوعه بعد ان فاجئها صوت يصرخ بها ان تستيقظ نسيت هيلين اين هي نظرت الى المكان الفارغ والى الشباب امامها قائلة :اين انا
صرخ زعيمهم قائلا :اسكتي وتقدمي نحو الغابة
شعرت هيلين بالخو ف الشديد فهذه اول مرة تتعرض لمثل هذا الموقف
سالت نفسها ياترى ماذا يريد هولاء الشباب منها لقدسمعت كثيرا عن حالات الخطف والاغتصاب والقتل والذي زادت بشكل كبير في الاونه الاخيرة وهاهي الان تتعرض لنفس الموقف ماذا عساها ان تفعل يجب ان تفكر وبأسرع وقت إنهم ثلاثة شبان وهي وحيده وهي تحمل مسدسا صغيرا في جيب السيارة يجب عليها أن تأخذ هذا المسدس دون أن تجعل هولاء المراهقين المجرمين يشعرون بشي .
حسن لقد ظهرت لها فكره جيده ابتسمت هيلين بعذوبه فائقة قائلة :ياالهي اناسعيدة جدا انني وجدتكم لاتعرفون كم احب المراهقين امثالكم هل يمكنني أن اخلع ملابسي إن لدي جسدا جميلا لايمكن ان يقاوم .
نظر اليهاالثلاثة بغرابه فقال احدهم :ولماذاتخلعينه انتي سنخلعه لكي نحن .
تبتسم هيلين قائلة بهدوء :حسن ولكني لااريد أن اذهب الى الغابة اذااردتم فعل ذلك فليكن هنا في سيارتي إنها كبيرة وجميلة ومريحة هيامن منكم يبدااولاثم تغمزهيلين بعينيها .
تخلع هيلين قميصها قائلة وكانهافي عجلة من امرها :هيا إنني انتظر.
يتقدم زعيمهم منها قائلا وقد صدق كلامها :يالكي من عاهرة كبيرة أين كنتي
ينظر الى اصدقائه قائلا :انتظروا قليلا سوف انهي مهمتي وأعود انهاصيدسهل.ورمى إليهم بمفاتيح السيارة
يدخل إلى السيارة ويحاول أن ينزع ثيابه في هذه الأثناء تمد هيلين يدها بهدوء الى جيب السيارة بعد ان اطمانت من ناحيتهم واخذت المسدس ووجهته ناحية الشاب قائلة : إن لم تخرج الآن سوف أقتلك حالا.
ثار الشاب بغضب قائلا: أيتها الحقيرة وحاول أن يمد يده ليأخذ المسدس ولكنها كانت أسرع منه فأطلقت الرصاص عليه وقتلته .
ما أن راى أصدقاء الشاب المنظر إمامهم حتى هرعوا هاربين باتجاه الغابة واخذوا مفاتيح السيارة معهم
نظرت هيلين إليهم حتى اختفوا من أمام ناظريها ولم تستطيع الكلام فقد كانت مذهولة وخائفة أخذت هيلين المسدس معها وظلت تجري إلى أن وصلت إلى شارع ملئ بالناس وأخذت سيارة واتجهت إلى منزلها .
كان منظر البحيرة رائعاهذا المنظر اخذ عقل جاك فظل يتأمله تنهدجاك تنهيدة عميقة وهو يرمي بحجر الى قعر البحيرة .
صوت رجل عجوزقاطع افكاره :انتبه قدتوقظ التمساح النائم في البحيرة .
يلتفت جاك مبتسما قائلا:اوه العم توم لقد تركتك نائما مع شخيرك الذي قد يوقظ عشرة تماسيح دفعة واحدة.
يشرب توم العجوزمن زجاجة الخمرة الخاصة به قائلا :ان التماسيح لا تستيقظ إلا عندما تشم رائحة حيوان أو بشر قريب منها ونحن الآن قريبين جدا فالأفضل لنا أن نعود إلى البيت.
ي