هيلين تحدق في الغرفة التي كانت فيها وتذكرت كل الأحداث التي حصلت البارحة لم تصدق ما حدث لها ولجاك أنها ألان في المستشفى بسبب جاك وهو أيضا في المستشفى لقد شعرت أيضا أنها كانت مسئولة عما حدث لها ولجاك لقد استفزته وهي تعلم أن حالته النفسية غير مستقرة لقد زادت الطين بلة وهو الآن في المستشفى لا تعلم كيف هي حالته ولا تعلم كيف ستجري الأمور فيما بعد بينهما لقد شعرت بالخوف وشعرت أنها مازالت تحبه رغم كل شي ولكن ماذا عن حبه لتلك المرأة البعيدة هل هو حقا يحبها أم أن إحساسه أخطأه في تفسير شعوره نحو تلك المرأة العراقية والتي لا تعلم عنها أي شي لقد شعرت أنها اسأت بتصرفها ناحية جاك ولم تقدر حالته لقد وقف بجانبها عندما تعرضت لمشكلة الحادث الأخير والذي قتلت فيه احد الشباب أما هي فقد خذلته ولم تقف بجانبه لقد أحست كم هي أنانيه لقد فكرت في نفسها فحسب ولم تفكر بجاك ومشاعره .
وفجأة يقطع تفكيرها صوت الممرضة وهي تخبرها أن احد المحققين يرغبون في استجوابها بعد أن استقرت صحتها.
.تجيبها هيلين :-اسمحي لهم بالدخول .
يدخل احد المحققين الغرفة ويلقي تحية المساء مستفسرا عن صحة هيلين .
فترد هيلين عليه التحية وتخبره أنها مازالت تشعر ببعض الآلام .
يفاجأ المحقق هيلين بسؤاله :-هل كانت فعلت زوجك ؟
هذا الذي لم تكن تحسب حسابه فبعد أن تسببت بكل هذه المشاكل بينها وبين جاك يأتي هذا المغفل ليستجوبها ما الذي يريده هل يرغبون في حبس جاك كلا لن تدعهم يحققون هذا سوف تنكر ما حدث .
تجيب هيلين:- لقد وقعت من على الدرج .
هنا ينظر المحقق إلى هيلين نظرة طويلة فاضحا كذبتها وهو يقول
ولكن زوجك كان يصرخ بأنه من تسبب لكي في هذا الكسر.
ترد هيلين قائلة :-لقد كان يهذي الم ترى كيف كان يصرخ بهستيريا لقد فقد عقله وقتها .
حاولت هيلين بكل جهدها أن تجيب المفتش بكل برود أعصاب مخفية مشاعر الخوف تجاه هذا المحقق الفضولي .
يجيبها المحقق ساخرا من كذبتها المفضوحة :-حقا ولكن الطبيب أكد على أن إصابتك كانت نتيجة ضرب تعرضتي له يجب أن تخبرينا الحقيقة كاملة لا تحاولي أن تتستري على زوجك .
رمقت هيلين المحقق بنظرة غضب لماذا يقحم هذا المحقق نفسه في شي لايعنيه فشعرت ان المحقق يعرف ما يدور في نفسها .
تقول هيلين بحدة :-
اخبرتك زوجي ليس من تسبب لي في هذا الحادث وإذا أردتم رفع دعوى فسوف أتقدم بطلب إلى الجهة المعنية بإسقاطها فلا تتعب نفسك .
يجيبها المحقق :-حسن لا تغضبي أنتي حرة نحن نخاف أن تتعرضي للضرب مرة أخرى .
ترد هيلين بعصبية :-لا شأن لك أخبرتك أني وقعت من على الدرج أنا متعبة جدا حضرة المحقق وارغب بالراحة .
فهم المحقق قصدها فهم بالخروج قائلا :-حسن فهمت قصدك سوف اخرج و إذا ما رغبتي بتغيير أقوالك خذي كرتي واتصلي بي أنا في الخدمة
تأخذ هيلين الكرت قائلة :شكرا ارغب في معرفة عنوان المستشفى الذي فيه زوجي لأطمئن عليه هل يمكنك مساعدتي .
يبتسم المحقق قائلا:- هذا شي سهل سوف أرسل لكي بالعنوان مع الممرضة.
وإثناء محاولة المحقق الخروج يسمع هيلين تناديه قائلة :- حضرة المحقق أريد إخبارك شيئا .
وهنا تظهر ابتسامة على شفة المحقق وشعر بأنها غيرت رأيها وسوف تقول الحقيقة .
فيعود قائلا :هل غيرت رأيك وستخبرينني بالحقيقة؟
اخطأ المحقق بشعوره فهيلين لم تكن ترغب بقول الحقيقة وإنما طلبت منه أن يمنع المحققين الصحفيين والمصورين من الدخول ونشر قصتها وصورها فقبل المحقق طلبها وخرج من غرفتها وهو يطلق آهة حنق وغضب .
دقت اجراس الكنيسة وبكى المسيح
من ظلمهم بكى المسيح
من دمع الاطفال اليتامى
بكى المسيح
من يأس النساء الثكالى
بكى المسيح
كانت بغداد
منبر الحضارة
احلى البلاد
كانت بغداد
ياجنس الذباب
ياقلب الذئاب
وسختوا التراب
كانت هذه الكلمات التي كان يغنيها جاك في غرفته كلمات انطلقت من المه العميق تجاه ما فعله كانت الذكريات القديمة تحاصره ذكريات الحرب التي خاضها مجبر اوذكريات الطفل الذي قتل وذكريات الشاب الذي قتلته هيلين وذكريات الشجار الذي حدث مؤخرا مع زوجته كان ينظر إلى يده وهو يسال نفسه :-كيف استطاعت هذه اليد أن تضرب هيلين حبيبة عمره شعور بالخوف والضيق سيطر عليه شعر وكأن شيئا يحاول أن يخنقه لم يدري بنفسه إلا وهو يصرخ قائلا :هيلين حبيبتي لاتتركيني انا احتاجك أين أنتي هيلين ارجوكي أنا احبك لم أكن انوي ضربك سامحيني ارجوكي .
سمعت الممرضة بصراخه فهرعت مسرعة إلى الغرفة قائلة :-سيد جاك هل انت بخير .
نظر جاك الى الممرضة نظرات غريبة وبعدها قال :- لا اعلم اشعر كأنني اختنق هناك شئ ما يسيطر علي لا اعلم ماهو .
بعد ذلك يتغير صوت جاك ويصبح أكثر خشونة فيقول للممرضة وهو يضحك بهستيريه :- نعم نحن حقيرون كالذباب وحوش كالذئاب أتعلمين ماذا فعلت لقد قتلت الآلاف وقتلت زوجتي أنا وحش اجل إنا وحش .
بعد ذلك تأتي حالة صرع يصاب بها جاك فيشعر ان يديه وقدماه تتشنجان .
تنظر الممرضة الى جاك فتهدئه قائلة :- لاتقلق ياسيدي سوف أعطيك حقنة سوف تهدأ بعدها وتنام لا تقلق .
أعطت الممرضة جاك الحقنة بعد أن نادت احد المرضيين لمساعدتها في الإمساك بجاك ووضعه فوق السرير بعد ذلك بربع ساعة شعر جاك بالنعاس فغط في نوم عميق.
نفذت الممرضة تعليمات الطبيب المختص في المستشفى وأعطته دواء منوما وحبتين بعد أن وصف حالة جاك بأنها حالة انتكاسة عصبية شديدة وحالة انفصام في الشخصية يحتاج خلالها إلى الهدوء والسكينة والابتعاد نهائيا عن اية انفعالات او مؤثرات تزيد من سوء حالته.
في الأيام التالية تحسنت هيلين ونزعت الرباطان الملفوف في وجهها بمساعدة الممرضة ونظرت إلى نفسها في المراه فخرجت منها شهقة حنق فلقد تغير شكل انفها ولم يعد جميلا كما كان هذا بالتالي اثر على ملامح وجهها فقالت بحنق :- ياالهي لقد تغير شكل انفي لم يعد جميلا كنت امتلك أجمل انف في المدرسة .
تردالممرضة مواسية اياها :- لا عليك يا سيدتي ما زلتي جميلة بإمكانك إجراء عملية تجميل ثانية لانفك فيعود كما كان .
تنفي هيلين كلام المرضة قائلة :- لا اعتقد أن انفي سيعود كالسابق فالشئ إذا انكسر لا يصلح أبدا.
كان قلب هيلين مكسورا كانفها لقد شعرت بان شيئا داخلها انكسر ليس حبها لجاك فحبها لجاك سيظل خالدا إلى الأبد ما انكسر هو إيمانها العميق بالعيش معا إلى الأبد فعندما أحبت جاك وأحبها اعتقدت أنهما سيبقيان حبيبان إلى الآبد لن ينغص حبهما أي شي واليوم انهار هذا الاعتقاد فكلما ستنظر الى المراه ستتذكر ذلك اليوم الحزين الذي تشاجرت فيه مع جاك فمنظر وجهها لا يهمها بقدر ما يهمها هو أن يعيش ذلك الحب بينهما .
بعد شهر تحسنت حالة جاك النفسية وظل يحدق في حديقة المستشفى من نافذة غرفته وكان يغني احد الأغاني الرومانسية التي كان يحبها وتحبها زوجته وفي هذه اللحظة سمع صوتا ناعما يغني معه كان يعرف هذا الصوت نعم انها هي زوجته وحبيبته هيلين لقد ظن انه لن يراها ثانية بعد حادثة الشجار التي حصلت بينهما مؤخرا ولكن ظنه لم يصب التفت جاك ناحية هيلين التي قالت بفرح عارم جاك حبيبي ما رأيك بهذه المفاجأة .
ينظر جاك الى هيلين غير مصدق قائلا وهو يبتسم :- إنها أجمل مفاجأة حدثت لي طيلة حياتي .
لم تتمالك هيلين نفسها فهرعت إليه واحتضنته بشوق ولهفة عانقها جاك قائلا وهو يضحك هيلين اشتقت اليكي حبيبتي.
بعد هذا العناق الحار يمسك جاك بوجه هيلين قائلا :- حبيبتي سامحيني لقد أذيتك كثيرا .
ترد هيلين :-بل سامحني انت ياجاك آسفة لأني لم اقدر وضعك .
جاك :- حسنا لا عليكي .
يمسك جاك برأس هيلين بين يديه وهو يمعن النظر في وجهها فتلاحظ هيلين نظرة أسف في عينيه .
فتستطرد قائلة :- عزيزي لا تقلق لقد تغير وجهي قليلا
جاك :- أنا أسف يا هيلين لا اعلم كيف فقدت أعصابي
تعلو ابتسامه على وجه هيلين :- لاعليك لقد نسيت الأمر كليا .
تسكت هيلين لبرهة ثم تستطرد قائلة :- جاك حبيبي أرجوك أنسى الماضي اطوي هذه الصفحة من حياتنا أنا احبك يا جاك ومستعدة أن افعل لأجلك أي شي.
تمسك هيلين بيد زوجها قائلة : لدي خبر سوف يسرك كثيرا سوف تخرج من هنا الأسبوع القادم .
يرد جاك على مضض قائلا:- حقا كنت أظن إنني سوف امكث هنا مطولا .
شعرت هيلين أن جاك لا يرغب في الخروج والعودة لاستئناف حياتهما.فأردفت قائلة وجهها تكسوه علامة الحيرة والتساؤل :- ماذا بك ياعزيزي ألا تريد الخروج والعودة معي.
يرد جاك على سؤالها قائلا :- كلا ياعزيزتي ولكني أخاف أن يعود لي المرض أخاف أن اؤذيكي مرة أخرى.
تطمن هيلين جاك قائلة :-لا تقلق يا عزيزي لقد تكلمت مع الطبيب المختص فاخبرني انك أصبحت الآن بخير وستتحسن أكثر مع الاستخدام المنتظم للأدوية التي قررها لك .
يرد جاك بحزن وهو يشيح نظره عن هيلين :-أنا اشعر بخوف ياهيلين خائف من اؤذيكي خائف من كل شي اشعر أنني تحولت إلى وحش لا فرق بيني وبين أولئك الشباب الذي حاولا اغتصابك .
تمسك هيلين بوجه جاك قائلة بحب :- جاك حبيبي انظر إلي انك ألان بخيرولن تؤذيني أو حني تؤذي نفسك جاك سوف أتي الأسبوع القادم لاصطحابك معي أنا انتظر عودتك بفارغ الصبر وألان سوف اذهب لقد انتهي موعد الزيارة .
تعانق هيلين جاك مودعة :بآي حبيبي سوف اشتاق إليك.
مرت الأيام الست الباقية بسرعة على جاك الذي كان يصلي حتى يبقى في المستشفى اكبر وقت ممكن ولكن محال فحالته النفسية قد تحسنت بشكل كبير وهو لا يستطيع الادعاء بالمرض والبقاء فترة أطول في المستشفى .
أما هيلين فقد كانت تعد الثواني لعودة جاك إلى المنزل وفي يوم عودته اشترت هيلين كمية كبيرة من الزهور والورود والهدايا ووزعتها في المستشفى وزينت بها سيارتها الجديدة الفارهة والتي اشترتها خصيصا لترحب بعودة جاك .ابتسم جاك وشعر بسعادة كبيره تغمره وهو يتأمل هيلين التي كانت توزع الورود والهدايا بسعادة على مرضى المستشفى .
كم هي طيبة زوجته سعيد الحظ من يحظى بحب وزوجة رائعة مثل هيلين .
انتهت هيلين من توزيع الورود والهدايا وتقدمت ناحية جاك ظل جاك يتأمل الفستان التي كانت ترتديه هيلين كان فستانا ابيضا مثل قلب هيلين جميلا من الدانتيل مزين بساتان ازرق كم هي رائعة هذه المرأة .حدث جاك نفسه
ظلت هيلين تواصل تقدمها نحو جاك وابتسامة عريضة تزين وجهها.بالمقابل تقدم جاك وأمسكت هيلين بذراعه وخرجا من المستشفى .
في هذا الوقت لاحظ جاك وجود العديد من المصورين يلتقطون لهم صورا .
نظر جاك إلى زوجته وقال وهو خائف أن تشعر هيلين بالخوف من وجود المصورين والصحافيين كما كانت دائما لكن حدسه أخطاه فقد نظرت إليه هيلين وهي تبتسم قائلة :- دعهم يا جاك أريد أن أرى صوري تغطي جميع المجلات لقد شفيت من فوبيا المصورين.
هذه هي الحقيقة فهيلين لم تشعر بفوبيا المصورين والصحافيين التي كانت تشعر بها طيلة الوقت بل على العكس تماما فهي سعيدة بأن صورها ستنتشر هي وجاك وسيعرف الجميع خبر شفاء جاك وعودتهما الى بعضهما البعض.
تدخل هيلين إلى. السيارة ويتبعها جاك في الدخول تؤمر هيلين السائق بالانطلاق .
يصل جاك إلى القصر فيتفاجأ بتغير لون القصر إلى لون وردي .
فيخرج وهو مشدوها من منظر القصر الذي اكتسب لونا رائعا.
تفاجأ هيلين جاك بسؤالها قائلة :- ما رأيك ياحبيبي بلون القصر لقد أصبح رائع الجمال أليس كذلك
يجيب جاك هيلين قائلا وهو يتأمل جمال القصر قائلا :- أنتي حقا تدهشينني
يدخل جاك وهيلين إلى القصر فيزداد دهشة وذهولا بعد أن يرى أن القصر يمتلأ بالقطط الحية وبدمى القطط.
تتكلم هيلين بصوت جميل قائلة بفرح :-
تفضل أيها الملك الجميل إن ألف قطة أتت لتستقبلك وترحب بعودتك انهاليلة الف ليلة وليلة .
يسال جاك هيلين مذهولا:-ياالهي كم هي جميلة من أين أحضرتي كل هولاء القطط .
ترد هيلين بسعادة :-أنها من احدي الجمعيات لقد طلبت منها أن تعيرني قططها لمدة ساعتين فوافقت على الفور.
يلتقط جاك إحدى القطط الجميلة قائلا وهو يداعبها :- ياالهي أنها رائعة الجمال مثلك ياهيلين .
هيلين :- أنا أحبها ياجاك أحب هؤلاء القطط لأنها كانت السبب في أن عرفتني بك.
وفي هذه الأثناء يسمع جاك أصوات أطفال في الخارج يحملون لافتات ترحيب بجاك وكان في مقدمتهم الشابين الذين حاولا اغتصاب هيلين .
تكلم هيلين جاك قائلة :-وهذه مفاجأة أخرى ياجاك افتح الباب وسترى .
يفتح جاك الباب فيرى مجموعة من الأطفال يحملون لافتات ترحيب بجاك أنصدم جاك بوجود المراهقين اللذين حاولا اغتصاب هيلين وهما يحملان لافته كبيرة مكتوب عليها بخط كبير مرحبا بعودة العم جاك حبيب الجميع .
ينظر جاك إلى هيلين وهو مصدوم من الموقف ويسألها قائلا:- كيف استطعتي أن لا أجد تفسير.
تجيبه هيلين قائلة :-ليس كما تفكر ياجاك لم أعطهما فلسا واحدا .
تنادي هيلين على الشابين :-هنري توماس تعالا إلى هنا .
تضع هيلين يديها على رأسي الشابين قائلة :- لقد ذهبت إليهما وأقنعتهما بالمجئ ولقد وافقا على طلبي ووعداني أنهما سيغيران من سلوكهما وسيصبحان شابين أكثر التزاما وسوف أتبناهما وادخلهما مدرسة خاصة أنهما شابين طيبين ياجاك .
فهم جاك مغزى تصرف هيلين أنها تحاول أن تقنع جاك بان الناس جميعا ليسوا وحوشا بل بشر ولكن تصرفاتهم قد تخطئ أحيانا.
ظهرت شبح ابتسامة على وجه جاك لم يعد يعرف ماذا يقول لقد ادهشته هيلين بتصرفاتها اليوم كل ما استطاع أن يفعله هو أن يشكرها على مافعلته من اجله .
بعد انصراف الأطفال دخل جاك برفقة هيلين إلى القصر الملئ بالقطط شعر جاك بعظمة زوجته إن اليوم هو من اسعد الأيام التي مرت في حياته سكبت هيلين لنفسها ولجاك كأسا من النبيذ الفاخر .وبعد أن أعطته كأسه أخذت هيلين احد السيديهات الموجودة ووضعته في الجهاز وفتحت جهاز التلفازواثناء ما كان جاك يفكر في الأحداث السعيدة التي حصلت له اليوم قطع تفكيره صوت مألوف يظهر من التلفاز نظر فجأة إلى التلفاز فرأى زوجته هيلين وهي تقول هاي جاك انت تعرفني انا زوجتك الحبيبة والمخلصة لقد سافرت اليوم الى العراق سامحني ياجاك لقد اخترقت ايميلك وتواصلت مع زميلك جون فعرضت عليه رغبتي بالسفر الى العراق ومقابلة المرأة التي ارقت تفكير زوجي وطلب المسامحة منها وبعد إلحاح مني وافق .
كانت هيلين تتحدث من فوق سيارة كان يقودها احد السائقين العراقيين .
جاك انظر الي هذا هو زميلك جون لقد رحب بي انه يلقي عليك التحية .ثم تلتفت الى جون والذي قال وهو يصرخ :- هاي جاك كيف حالك لقد اشتقت اليك كثيرا سامحني لكن زوجتك المجنونه هي التي ضغطت علي قالت انها ستطردك من المنزل ان لم اساعدها هي لاتعلم ماهي مقدمة عليه اسمع انا لاشان لي زوجتك هي السبب .
ظل جاك محدقا في شاشة التلفزيون كان الذهول يكتسي وجهه لقد كان جون محقا ان زوجته مجنونة .
قطعت هيلين حبل افكاره وقالت :- ماتعليقك ؟
بعد ذلك أوقفت هيلين شاشة التلفاز بالريموت كنترول الموجودة بجانبها
التفت جاك إلى زوجته لقد شل الموقف لسانه ما عساه أن يقول :-لقد عرضتي نفسك للخطر ياعزيزتي .
عقبت هيلين على كلامه قائلة :- فعلت ذلك لأجلك ياجاك مستعدة ان أموت لاجلك .تقترب هيلين من جاك وتضع رأسها على ركبتيه وتتذكر مغامرتها في العراق .
تذكرت كيف ذهبت برفقة جون واحد المترجمين العراقيين والذي كان يدعى علي للبحث عن منزل المرأة العراقيه والتي كانت تدعى سوسن فلم يجدوها فسال المترجم جيرانها فاخبروه أنها تزوجت وأنهم لا يعلمون عنوان زوجها فدلوه على احدى صديقاتها القديمات .
روت هيلين لجاك كيف ظلت تبحث عن هذة الصديقة مع جون برفقة المترجم العراقي وكيف وجدوها في إحدى الحانات الليليه ترقص مع رفيقاتها الراقصات العراقيات ظلت هيلين تتأمل تلك الراقصات كن جميعهن رائعات الجمال كان يؤدين رقصة عراقية مشهورة على نغمات أغنية أيضا مشهورة ظل جون وهيلين في الحانه حتى انتهت الراقصات من الأداء .
دخل هيلين وجون والمترجم الى غرفة الراقصات باحثين عن غديرصديقة سوسن .يتكلم المترجم العراقي قائلا :-هل توجد واحدة منكن تدعى غدير نريدها لأمر هام ؟
تنظر الراقصات اليه ببرود وتقبل اليه احداهن قائلة بوقاحة :- نعم انا هي ماذا تريد ؟
يجيبها المترجم:-نريد ان نتكلم معك على انفراد.
تنظر غدير الى جون بوقاحة قائلة :- اسفة انالاابيع نفسي للامريكان لكن انت ممكن .وتضحك بسخرية مرافقة اياهم الى خارج غرفة الراقصات .يسأل علي غدير قائلا لها:-نحن نريد ان نعرف مكان صديقتك سوسن هل يمكنك أن تدلينا على عنوانها ؟
ترد غدير على سؤال علي بسؤال:-ماذا تريد منها انها فتاة متزوجة ؟
يخرج علي مبلغ الف دولار ويعطيه لغدير التي تأخذ المال منه بسرعة قائلة :- نعم اعرف عنوانها ولكن بعد ان تضمنوا لي انكم لن تصيبوها باي مكروه
يرد علي قائلا :- لاتقلقي نحن نريد فقط أن نسلمها أمانة هل يمكنك أن تدلينا على مكانها ؟
ترد غدير قائلة :- نعم سوف ادلكم على مكانها لكن بشرط أن لاتخبروا احدا أنني من أخبركم.
روت هيلين لجاك كيف دخلت إحدى المطاعم العراقية في بغداد مع جون وعلي .
هيلين :-لقد طلبت طعاما عراقيا كان لذيذا جدا ياجاك .
كان المطعم من أفضل المطاعم الموجودة في بغداد استمعت هيلين ذلك اليوم وبعد أن انتهت مع رفقيها من تناول الطعام سمعت إحدى الأغاني الجميلة ظلت هيلين صامته وهي تستمع إلى لحن الأغنية فينتبه لها علي الذي يسأل هيلين :- هل أعجبتك
تجيبه هيلين قائلة :- انه لحن جميل جدا من هذه المطربة
يرد علي :- إنها لإحدى المطربات المشهورات لدينا في الوطن العربي وتدعى فيروز أنها من لبنان وهذه الأغنية تعتبر من أجمل ألاغاني التي غنتها
أعطني الناي وغني فالغناء سر الخلود وانين الناي يبقى بعد ان يفنى الوجود
ترد هيلين وهي تبسم :- يا الهي انه لحن جميل جدا وكلماته اروع وصوت هذه المطربة أروع من الاثنين أكمل من فضلك بقية الأغنية.
علي يرد مبتسما وهو يكملها بقية الأغنية :- هل اتخذت الغاب مثلي منزلا دون القصور فتتبعت السواقي وتسلقت الصخور هل تحممت بعطري وتنشقت بنورو شربت الفجر خمرا من كؤؤس من أثير هل جلست مثلي بين حفنات العنب والعناقيد تدلت كثريات الذهب هل فرشت العشب ليلا وتلحفت الفضاء زاهدا في ما سيأتي ناسيا ما قد مضى أعطني الناي وغني وأنسى داء ودواء أنما الناس سطور كتبت لكن بماء.
ترد هيلين قائلة بفرح :- رائعة جدا أرجوك ياعلي اشتري لي هذه الاغنية بل كل اغاني هذه المطربه الرائعة انتم العرب رومانسيون وطيبون بعكس ماتوقعت.
علي :- نحن طيبون جدا يا سيدتي ولكن إعلامكم من يشوه صورتنا أمامكم لهذا انتم تكرهوننا.
جون يرد معقبا :-نحن لا نكرهكم والدليل أننا أتينا لتحريركم .
علي يرد بعصبية:- هذه مغالطة كبيرة لقد أتيتم من اجل مصالحكم.
جون :-ولماذا تتعاون معنا وأنت تكرهنا .
علي :- من اجل أن انفق على أسرتي .
تعود هيلين إلى ارض الواقع قائلة لجاك :- بعد هذا الموقف اخبرني جون ان علي قد اختفى وانه ربما قد تعرض للاختطاف والقتل من قبل عشيرته نتيجة تعامله معنا .
تمسك هيلين بالريموت كنترول قائلة لجاك :-ورغم ذلك فلقد اصريت على شراء أغاني هذه المطربة انظر سوف افتح لكي هذه الأغنية الجميلة التي سمعتها في المطعم .
يستمع جاك إلى الأغنية قائلا :حقا أنها رائعة .
هيلين :-كنت اعلم إنها ستعجبك سوف أكمل لك مغامرتي في العراق .
بعد ذلك بيومين ذهبت إلى منزل سوسن كان منزلا بسيطا .
تذكرت هيلين كيف ذهبت برفقة جون واحد المترجمين إلى منزل سوسن كان منزلا متواضعا بعد أن دق المترجم الجديد على الباب ردت عليهم صوت امرأة قائلة :- نعم من الطارق
المترجم :- نحن هل السيدة سوسن هنا .
سوسن :- نعم ماذا تريد
المترجم :- نريد أن نتحدث معها .
سوسن :- لكن زوجي ليس في البيت .
المترجم :- هناك امراة ترغب في مقابلتك لقد حضرت من امريكا لتحدث معك .
تستغرب سوسن قائلة بخوف وقلق :- وماذا تريد .
المترجم :- تريد أن تتحدث اليك .
سوسن :- انا اسفة لا استطيع أن افتح لكم وزوجي غير موجود.
كان المترجم يترجم ماتقوله سوسن لهيلين وجون .
هيلين تخاطب المترجم قائلة :- اخبرها أن تخرج إلى هنا .
ينفذ المترجم كلام هيلين قائلا لسوسن :- حسن اخرجي إلى هنا وسوف نتحدث اليكي عند الباب
يزداد خوف سوسن فترد قائلة :- أنا لا استطيع فزوجي غير موجود .
يهز المترجم رأسه نافيا إشارة منه أن رفضت عرض مقابلتهم .
تتحدث هيلين قائلة للمترجم :- حسن اخبرها أنني أتيت مرسلة من قبل زوجي جاك لغرض السماح منها.
ينفذ المترجم كلام هيلين فترد سوسن متسائلة :- في ماذا
هيلين :- في حادثة مقتل طفلك إن زوجي لم يكن يرغب أن يحدث هذا الأمر لقد حدث هذا الأمر دون إرادته وهو يرغب في أن تسامحيه وهو نادم على مشاركته في هذا الحادث.
في هذه الأثناء تتذكر سوسن هذه الحادثة المؤلمة قائلة :-ياالهي هل تريدون خداعي بأنكم ناس طيبون تندمون على تصرفاتكم الوحشية ما الذي تريدونه مني دعوني وشاني .
شعرت هيلين بغصة تملا حلقها بعد ماسمعت ما قاله المترجم لها فقالت :- أنا مستعدة أن اعطيكي المبلغ الذي تريدينه لكن ارجوكي سامحي زوجي .
ترد سوسن بغضب عارم بعد ماسمعت المترجم :- كلا أيها الوحوش اذهبوا بأموالكم بعيدا لن أبيع فرحتي بشهادة ابني بأموال العالم اذهبوا بعيدا أيها الأوغاد .
بعد كلام سوسن يصرخ جون قائلا :سوف اكسر الباب وسوف أرغمها على احترامنا والاعتذار منا.
تمسك هيلين بجون قائلة وخيبة الأمل تعلو وجهها :-دعها لن نرغمها على شئ هيانذهب .
انتهت القصة